التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أطراف ومراكز





الحياة بها دائماً، طرفٌ ومركز، فأين نقع كأشخاصٍ منهما !


فلنقل مثلاً عزيزي القارئ أنك تعمل في مؤسسة معينة، فإذا كنت مسؤلاً كبيراً فيها وقطباً مؤثراً في صناعة القرارات، فهذا يعني أنك مركز لا طرف، وكذلك الحال في وسطك الإجتماعي والثقافي …



لكن: هل هناك أوضاع معينة تفرض على الشخص أن يكون مركزاً لا طرفاً ؟ أفترض أن الإجابة هي نعم، فرب الأسرة لا يملك إلا أن يكون مركزاً حتى لو أراد هو خلاف ذلك، فهو الذي قام [ بفعل الزواج ]، وهو الذي يقوم غالباً [ بفعل الإنجاب ] وهو الذي يقوم [ بفعل القيام على متطلبات أسرته ] وهكذا،، وإذن يمكن في لحضة ما أن نصبح مركزاً بدون أن نملك فرصة قبول أو رفض ذلك .



ما هي العلاقة بين المركز والطرف ؟

بكل تأكيد، إن لم يوجد مركز فليس هناك طرف، والعكس صحيح، فإذن هما أمران لازمان لبعضهما لا يقوم أحدهما دون الآخر ..




أين يمكن مشاهدة المراكز والأطراف ؟

في كل مكان تقريباً، في حياتنا اليومية، في علاقة الدول ببعضها، في علاقتنا بأصدقائنا …الخ !

سؤالٌ محير !

الموت والحياة، أيهما المركز وأيهما الطرف ؟!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

برتراند راسل: ما الذي عشت من أجله؟

الصديق بهاء أبو زيد يُترجم لنا مقطعاً مضافاً لبرتراند راسل وهو في عُمر 84 عاماً، إلى الطبعة الجديدة من سيرته الذاتية، فلنقرأ ما كتب وتُرجم عنه: ثلاثة مشاعر، بسيطة لكنها غامرة بقوة، تحكمت في حياتي: اللهفة للحب، البحث عن المعرفة، والشفقة التي لا تطاق لمعاناة البشر. هذه المشاعر، مثل العواصف العظيمة، عصفت بي هنا وهناك، في مسار صعب المراس، على محيط عميق من الكرب، يصل إلى حافة اليأس البعيدة. سعيت للحب، أولًا، لأنه يأتي بالبهجة الشديدة – والبهجة شيء عظيم لدرجة أنني مستعد أن أضحى بباقي عمري من أجل ساعات قليلة من هذه السعادة. سعيت إليه، ثانيًا، لأنه يخفف الوحدة – هذه الوحدة الشنيعة التي تجعل الوعي المرتعش للشخص ينظر من على حافة العالم إلى الجحيم البارد المبهم الخالي من الحياة. سعيت إليه، أخيرًا، لأنه بالتوحد مع الحب رأيت، بصورة صوفية، الرؤية المتنبئة للجنة التي تخيلها القديسين والشعراء. هذا ما كنت أسعى إليه وبرغم أنه ربما يبدو جيدًا جدًا بالنسبة لحياة بشرية، هذا هو ما وجدته، أخيرًا. بشغف مساوي سعيت إلى المعرفة. تمنيت أن أفهم قلوب البشر. تمنيت أن أعرف لماذا تلمع النجوم. وحاولت أن أ

إصدار جديد للدكتورة فاطمة الشيدي

صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر كتاب [ المعنى خارج النص، أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب ] للدكتورة فاطمة الشيدي، ومن المتوقع أن يعرض الكتاب بشكلٍ رسمي في معرض مسقط الدولي للكتاب المزمع عقده في نهاية شهر فبراير القادم، جديرٌ بالذكر أن هذا العمل هو الأول في النقد الأدبي للدكتورة، بعد عملها الروائي [ حفلة الموت ] .

نبي المثقفين

خلال الأيام المنصرمة زار السيد جورج طرابيشي سلطنة عُمان، بناءً على دعوةٍ من بعض أبنائها. وقد اهتم المثقفون بهذه الزيارة أيما اهتمام فذاك يريد توقيعاً بخط يد جورج على أحد كتبه، وذاك يخف للقائه في المطار ومصافحته بحرارة، مع أخذ الصور التذكارية للمناسبة، وذاك يحرص على حضور أمسية جورج التي أقيمت بصالة الشركة العمانية للاتصالات بالموالح حتى يحظى بشرف مصافحته والنظر إليه عن قُرب، وآخر يحرص على تسجيل مداخلة في تلك الأمسية، ليشهد التأريخ بأنه قد تداخل مع "المفكر الكبير"، وليذهب مضمون تلك المداخلات إن كانت جيدة أو نصف جيدة إلى الجحيم، وآخر يحرص على أن يجلس معه جلسةً خاصة، فالمهم أن كل مثقف سجل موقفاً مع المفكر الكبير في هذه الزيارة، واستطاع أن يحوز شيئاً ولو ضئيلاً من مسوح طرابيشي.   عندما أتذكر هذه المشاهد يقفز إلى ذهني مباشرةً تبرك الفئة المتدينة بالشيخ أحمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، وكيف أن كثيراً منهم يحرص على تقليده في أمور كثيرة عن علمٍ أو جهل، بل ويحرصون على حضور محاضراته، وتسجيل سؤالٍ فيها حتى يستفسروا عن أمرٍ يكونوا قد جهلوه، أو ربما للفت أنظار الشيخ إليهم، كما يقفز إل