تمضي أعمارنا كومضات. في 1 أغسطس 2005م بدأت أول يوم عمل لي في مجلس الشورى. لقد كانت البداية ، كعادة البدايات، متحمسة. طُلب من أحد الموظفين المتمكنين، والذي سيصبح مديراً لي في بعض السنوات، أن يصطحبنا نحن الذين كنا نُعرف - وقتها- بالموظفين الجدد، في جولة عامة لأقسام المجلس. ببعد نظره كان يحذرنا من الحماسة البالغة التي قد تنتهي بنا إلى خيبات أملٍ وطرقٍ مسدودة، وهو الأمر الذي خبرناه في سنواتٍ لاحقة من حياتنا الوظيفية. بالنسبة لي، كان العمل في مجلس الشورى مدرسة حياتية متكاملة، فقد ساقتني الأقدار للعمل في تقسيماتٍ إدارية مختلفة بالمجلس، فمن اللجان باجتماعاتها المملة غالباً والمثرية أحيانا، إلى شعبة العلاقات الخارجية حيث تطغى الكلمات المحسوبة على المنفلتة، والمجاملات على المصارحات، والسفر على الإقامة، مروراً بدائرة الشؤون القانونية، التي علمتنا كيف نمشي على حبلٍ مشدود تعلوه السماء وتقبع تحته هوةٌ سحيقة، ونهاية بالأمانة العامة المساعدة للجلسات والدعم البرلماني، حيث تتضح بيادق رقعة الشطرنج في داخل المجلس وخارجه. لقد كان من المُسلي، والمُحزن في نفس الوقت، على امتداد الأيام والأشهر والسنوات، مشا
مقالٌ مهم لراسل عنوانه لماذا أنا عقلاني، من ترجمة الصديق بهاء أبو زيد .. أنا، في هذه السن حيث يوجد نداءات عديدة للامعقول، عقلاني غير نادم. لقد كنت عقلانيًا دائمًا على حسب ما أتذكر، ولا أعتزم أن أتوقف عن كوني عقلاني مهما كان حجم النداءات للامعقولية. لقد استمعنا إلى خطاب، والذي أعتقد أنه أثر فينا جميعا، عن الرواد في الماضي الذين فعلوا كل ما يستطيعون لتشجيع حرية التفكير. وأفترض أنه يجب علي أن أتحدث عن الحاجة الكبيرة لاستكمال هذا المجهود في يومنا هذا، وعن كمية ما يتبقى هناك للذين يتعاطفون مع أهداف هذا المجهود ليحققوه. نحن لسنا عقلانيين كليةً، وأفترض أن الرجال والنساء لن يكونوا أبدًا. ربما، لو كنا كذلك، فلن يكون لدينا كل المتع التي توجد لدينا اليوم؛ ولكني أعتقد أن العقلانية الكاملة احتمال بعيد جدًا لنحذر منه كثيرًا، والنتيجة الأقرب المرجح أن نصل إليها ستكون بالتأكيد شيئًا جيدًا. أنا بدون شك أرى قدر كبير من اللاعقلانية مازال موجودًا في العالم. بينما كان يتحدث البروفيسور جراهام والاس عن الوصايا التى قدمت للرابطة العقلانية، كنت أفكر: ما العقيدة وراء هذه الوصايا؟ ما هو قانون الإيما